متى يغزو سيد الكرملين أوكرانيا.. وما هو رد الولايات المتحدة والقوى الغربيةكيف ستتأثر مصر بـعملية حرق العا

مصر,وزير المالية,روسيا,الغاز,25 يناير,فرنسا,هجوم,مقتل,الأرض,حماية,الاقتصاد,العالم,محمد معيط,2020,أسبوعين,محمود الشويخ,الشرقية,الغربية,الحدود,محمود الشويخ يكتب

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب : « وعد الحرب » هل يشعل بوتين العالم ب"خطة الأرض المحروقة"؟ 

محمود الشويح - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويح - صورة أرشفية

- متى يغزو "سيد الكرملين" أوكرانيا؟.. وما هو رد الولايات المتحدة والقوى الغربية؟

- كيف ستتأثر مصر بـ"عملية حرق العالم"؟.. وكواليس محاولات الحل قبل "السيناريو الكارثي"

- لماذا يغامر الرئيس الروسي.. وعملية "الكي جي بي" للانتقام من الأعداء بالضربة القاضية والسريعة؟  

على أعصاب ملتهبة يعيش العالم الآن.. الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قرر أن يدفع الجميع إلى حافة الهاوية.. ١٤٠ ألف جندى فى هذه اللحظة على الحدود الروسية- الأوكرانية يترقبون إشارة "سيد الكرملين" للعبور.. وهى خطوة يمكن أن تدفع العالم إلى حرب عالمية ثالثة بدون مبالغة.

لا أحد يعرف ما الذى يدور فى عقل بوتين.. رجل المخابرات الروسية السابق لا يمكن التكهن بقراراته أبدا.. فهو لا يكشف عن أوراقه دفعة واحدة.. لكن المؤكد، فى الوقت ذاته، أنه ليس مهرجا وخطواته محسوبة بدقة.

قبل أسابيع من الآن بدأ الجيش الروسى حشد قواته على الحدود من أوكرانيا.. والتعزيزات العسكرية تقول إن التدخل قادم خلال فترة قصيرة.

الاستخبارات الأمريكية من جهتها قدرت أن روسيا بات لديها فعليا 70 % من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا ويمكن أن تكون لديها القدرة الكافية لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين.

ليس هذا فقط بل إن "السى أى إيه" تقول إنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكان قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة النظام الحالى - المناوئ لموسكو - فى غضون 48 ساعة.

وأمام ذلك صعدت الولايات المتحدة ومعها حلفاؤها الغربيون من لهجتها وسط حديث عن عقوبات قاسية ستدمر الاقتصاد الروسى.

يقول بوتين إنه يريد حماية الأمن القومى لبلاده أمام تمدد حلف الناتو - الذى تقوده الولايات المتحدة وتأسس بالأساس من أجل مواجهة الاتحاد السوفيتى الذى ورثته روسيا - بعد أن باتت مدافعه مسلطة على موسكو وتمددت فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابقة.. وهذا خط أحمر لا يمكن القبول به.

هل نعود إلى الوراء قليلا لفهم المسألة؟ 

كانت أوكرانيا جزءاً من الإمبراطورية الروسية لعدة قرون قبل أن تصبح جزءاً من الاتحاد السوفيتى، وعندما تفكك الاتحاد السوفيتى، مع نهاية الحرب الباردة فى عام 1991، أصبحت أوكرانيا مستقلة.

ومع صعود فلاديمير بوتين إلى السلطة، سعى الكرملين إلى استعادة نفوذه والسيطرة على مناطقه السابقة، ومضت العلاقات بين روسيا وأوكرانيا فى شد وجذب.

وأثناء الانتخابات الرئاسية فى أوكرانيا عام 2004، دعمت روسيا بشكل كبير المرشح المقرب منها، فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن "الثورة البرتقالية" حالت دون فوزه المبنى على التزوير، وفاز بدلاً منه السياسى القريب من الغرب، فيكتور يوشتشينكو، وخلال فترته الرئاسية قطعت روسيا إمدادات الغاز عن البلاد مرتين، فى عامى 2006 و2009، كما قُطعت أيضاً إمدادات الغاز إلى أوروبا المارة عبر أوكرانيا.

وتمكن يانوكوفيتش من الوصول إلى السلطة بعد خمس سنوات من يوشينكو فى عام 2010 وعمل لمدة أربع سنوات، لكن عندما رفض الرئيس المدعوم من الكرملين اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبى لصالح تعزيز العلاقات مع موسكو، كانت هناك احتجاجات ضخمة وأُطيح به.

وكان رد روسيا هو ضم شبه جزيرة القرم وإعلانها مستقلة عن أوكرانيا.

كما أرسلت موسكو قوات إلى منطقتى دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيتين -وهى منطقة تُعرف باسم دونباس- لدعم المتمردين الذين كانوا يحاولون الانفصال عن البلاد.  وأدى القتال فى دونباس، بالقرب من الحدود الروسية، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص منذ عام 2014، حسبما أشار تحليل لشبكة «سكاى نيوز» البريطانية.

وفى محاولة لإنهاء الصراعات الكبرى، قادت فرنسا وألمانيا اتفاقية سلام بين الجانبين فى عام 2015 لكنها فشلت فى توحيد الجانبين سياسياً واستمرت التوترات على نطاق صغير منذ ذلك الحين.

ومع إقدام أوكرانيا على توسيع العلاقات مع الغرب بل وإبداء الرغبة فى دخول حلف الناتو كان لبوتين رأى آخر، فحشد قواته وقدم لأمريكا والغرب عدة مطالب من أجل تخفيف التوتر منها ألا تصبح أوكرانيا أبداً عضواً فى حلف شمال الأطلسى «الناتو»، وأن الطرفين ينهيان تحالفهما الأمنى، وتقليص أعداد قوات «الناتو» فى أوروبا الشرقية. 

لكن الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون وصفوا مثل هذه المطالب بأنها «غير مشجعة وغير معقولة على الإطلاق".

وأمام هذه المواقف ينتظر العالم الآن لحظة الحسم.

يمكن أن تسأل الآن: ولماذا نهتم بهذا الصراع ونحن لا ناقة لما به ولا جمل؟

وأقول لك إن هذه نظرة خاطئة تماما؛ لأن الغالبية العظمى من القمح الذى تستورده مصر يأتى من روسيا وأوكرانيا اللتين تتجهان نحو الحرب.

ويحذر الخبراء من أن الأزمة الأوكرانية ستؤدى إلى ارتفاع أسعار القمح العالمية، مما سيزيد من الأعباء المالية على مصر إذ تغطى صادرات القمح من كلٍ من روسيا وأوكرانيا ما يقرب من 85٪ من طلب مصر على القمح.

وفى عام 2020 ، كانت مصر أكبر مستهلك للقمح الأوكرانى حيث استوردت أكثر من 3 ملايين طن، ما يقرب من 14٪ من إجمالى إنتاج القمح الأوكرانى. كما اشترت مصر 8.9 مليون طن قمح من روسيا عام 2020.

وهنا لا بد من الإشارة لتصريح وزير المالية محمد معيط بأن الخزانة العامة تكبدت نحو 12 مليار جنيه (762.3 مليون دولار) من المخصصات الإضافية لشراء القمح بسبب ارتفاع أسعار القمح العالمية، فى 25 يناير الماضى.

الآن؛ ما السيناريوهات المتوقعة؟ 

أتوقف هنا أمام تحليل للسيد وليد فارس الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، حيث يؤكد صعوبة تحديد السيناريوهات فى الأزمة الأوكرانية لأسباب عدة. أولاً، المفاوضات جارية على كل المحاور فى لعبة شد حبال شاملة ومعقدة. فالكل يتكلم عن الحرب، ولكن ليست كل الأطراف مستعدة لخوضها كلياً؛ فأوكرانيا ستتحمل أوزارها على أرضها، وروسيا ستدخل فى مواجهة مكلفة على أرض أوروبية ولا تعرف كيف تنهيها. 

أما الولايات المتحدة فيبدو أنها تخرج من حروب الشرق الأوسط لكى تدخل حرباً فى قارة جديدة فى ظل أوضاع داخلية غير مريحة، والدول الأوروبية تحاول تجنب الحروب الكارثية داخل القارة. 

إذاً بشكل عام، الأطراف المعنية كروسيا وأوكرانيا تقرع طبول المواجهة العسكرية، ولكن كل الأطراف هى متداخلة فى محادثات دبلوماسية من تحت الطاولة للوصول إلى حل، أو حلول، تتجنب المعارك، غير أن المسألة غير سهلة. 

ولكن إذا وقعت الواقعة وانزلقت الساحة إلى الوضع القتالى، هل هنالك سيناريوهات ممكن انتظارها؟

الاجتياح الشامل: وهو الأصعب والأكثر دماراً وتكلفة. أى أن تغزو روسيا كل أوكرانيا، وصولاً إلى كييف وتقيم نظاماً جديداً يؤيدها. هكذا سيناريو كارثى يصعب تصوره ولكن كثيرون فى الغرب يخشونه ويستعدون له. إذا حصل فسيلزم الناتو بالتحرك والانتشار المكثف حول أوكرانيا وسائر حدود أوروبا الشرقية مع روسيا.

الاجتياح الإقليمى: أى أن تسيطر موسكو على منطقة دومباس فى شرق أوكرانيا، والشاطئ الأوكرانى من الحدود الروسية حتى الجسر الجغرافى إلى القرم، وربما أكثر. لكن من دون احتلال أوكرانيا الغربية والعاصمة. وحتى هكذا سيناريو قد يكون مكلفاً عسكرياً ومالياً، إلا أنه ينفذ ما تريده موسكو عملياً.

دعم أوكرانيا شرقية : بدلاً من اجتياح واحتلال، وفقاً لهكذا سيناريو، تتقدم القوات الروسية فى شرق أوكرانيا، وتسلمها للانفصاليين لإعلان دولتهم. أى أن تتحول دومباس والمناطق المحيطة كمنطقة عازلة بين روسيا وأوكرانيا.

سيناريو لا اجتياحات ولا مواجهات بل حل سياسى يرتكز على إجراء استفتاءات فى الشرق، وحتى القرم، بإشراف دولى، لحل الأزمة قانونياً.

وقد تأتى التطورات بسيناريوهات ممزوجة بين تلك التى عرضناها، أو حتى لا سيناريو إطلاقاً.

نسأل الله أن تمر هذه الأزمة بسلام، فما يعيشه العالم الآن من مآسٍ وحروب يكفى.